حولنا

 

حياة المجتمعات مبنيّة حول المرأة. المرأة القوية تعني المجتمع القوي. فكلما تعرض  المجتمع للاعتداءات فإنّ المرأة تكون الهدف  الاساسي لتلك الاعتداءات

على مر التاريخ تعرض المجتمع الايزيدي ل 73أبادة جماعيّة ضد المجتمع والنساء الايزيديات، ففي تاريخ 2014/8/3 تم تنفيذ حكم  إبادةٍ جماعيّة كبيرة، حيث كان الهدف من هذه الإبادة الجماعيّة المرأة والمجتمع الإيزيدي. تحت مسمى الجهاد الإسلامي، وبدعمٍ من المستعمرين والمحتلين في المنطقة، مثل حكومة العدالة والتنمية أصحاب نهج “العثمانيّة الجديدة”، التي تمثلتْ بهوية داعش،  حيث تبيّن أن هدف الإبادة المجتمع الإيزيدي جسدياً. وهذا وحده لم يكن كافياً، فقد تم احتجاز آلاف النساء كرهائن وبيعهن في الأسواق في أعمال غير إنسانيّة، وقُيّدهن  بالسلاسل في الشوارع والأسواق، ليجبروهن على التخلي عن الدين الإيزيدي.

أقدم سكان بلاد ما بين النهرين(ميزوبوتاميا)، هم الإيزيديون وعقيدة أزدا، أن تدمير مثل هذه الثقافة القديمة، التي هي أصل الثقافة الكرديّة، تعني ضياع إرث الثقافة الإنسانيّة والأخلاق.

إن الحياة الحرة، و الديمقراطيّة والمساوة لا تقل أهمية عن الخبز والماء بالنسبة للمرأة والمجتمع الإيزيدي. مثلما أرادوا تحقيق الإبادة الجماعيّة للثقافة الإيزيديّة من خلال إبادة النساء، فإن تحرير الإيزيديين سيتم بريادة النساء الإيزيديات الحرات.

بعد ابادة 3/8/2014 قام النساء الإيزيديات في “سنجار”  بتنظيم أنفسهن ضمن جميع نواحي الحياة، ذلك من خلال  فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان.

تم الإعلان رسمياً عن حركة تحرير المرأة الإيزيديّة في المؤتمر الذي عُقِد في 2016/9/20. حيث تناضل حركة تحرير المرأة الإيزيديّة من أجل تحرير الفتيات والنساء اللواتي اختطفهن داعش. و تقوم بتوسيع تنظيمها ونضالها على أساس “المرأة الحرة التي هو المجتمع الحر” في المجالات الاجتماعيّة و السياسيّة والاقتصادية والحماية….. وتنظم الحركة نفسها على أساس المجتمع الديمقراطي، البيئيّ  وتحرير المرأة وتعمّق تنظيمها بمجتمع مكتف ذاتياً وتواصل النضال من أجل ذلك. تبني حركة تحرير المرأة الإيزيديّة هيكلها في المجال السياسي و الاقتصادي والاجتماعي و الدفاعي و القانوني. و في جميع مجالات الحياة على أساس  الكومين، المجالس، الأكاديميات، المؤسسات، الجمعيات، القوات  الحماية الذاتية والتعاونيّات ……. تعمل هذه المنظمة ضمن الهيكليّة التنظيميّة القائمة على أساس التنسيق و التعاون فيما بين بعضهم البعض.  على أساس حماية المرأة و المجتمع الإيزيّدي.

تعتبر حركة تحرير المرأة الايزيدية وحدات مقاومة المرأة في شنكال  {YJŞ} كقوة دفاع لها،

وتعمل  مع المنظمات النسائيّة، الإيزيديّة، الكرديّة والإقليميّة حول قضية اتحاد وتحرر المرأة. هدفها الأساسي هو مقاومة المرأة و الحياة الحرة للنساء في جميع أنحاء العالم. من المبادئ الأساسيّة و الاستراتيجيّة التي تتخذها كركيزة لها التحالف  مع المنظمات النسائيّة و الاجتماعيّة و الديمقراطيّة، و تأسيس مؤسسات وتحالفات مشتركة مع هذه المنظمات، لدعم بعضهم البعض.

 

 

التدريب:

بسبب الحاجة إلى حياةٍ حرة، فكرا و إرادةٍ حرة. ترى حركة تحرير المرأة الإيزيديّة التدريب شيئاً مهماً و تلعبُ دوراً رئيسياً في ساحة التدريب. التدريب يعي المرأة حول مواضيع مهمة كالتعرّفِ على عقيدتهن، تاريخهن، مجتمعهن، وأعداءهن، ويبني لهنّ القوة والشجاعة في مواجهة ذلك. يجب على النساء معرفة أنّ أصل  كلٍّ من  الظلم و القمع، الهيمنة تستمد جذورها من الذهنيّة المتحكمة و الجنسية التي يمارسها الرجال. و من أجل هذا السبب، يجب على المرأة  أنّ تكون صاحبة قرار و رأي  ضد ذهنيّة الرجل السلطويّة .

التنظيم:

لا يمكن تحرير المجتمع والحياة بدون تنظيم. فالتنظيم مهمٌ جداً من أجل النساء. عملت ذهنيّة الرجل السلطوية على إبعاد المرأة من العمل في تنظيم المجتمع. تركت المرأة بمفردها تحت وطأة اضطهاد الرجل. لا أحد يستطيع أن يكون حراً بمفرده. الاضطهاد الأكبر الذي مورِس من قبل الرجل ترك المرأة من دون تنظيم. التنظيم يعني المساعدة، عدم البقاء منعزلة، و أن تكون صاحبة إرادة.

النساء اللواتي يكن  منظمات تقفن في وجه هيمنة الرجال، و استبداد الدولة وضد المرتزقين مثل داعش، وضد العقليّة الفاشيّة، في إطار موّحد في الفكر و القوة و المعرفة. كنساء إيزيديات، أكثر شيء نحن بحاجة إليه هو التنظيم.

النساء المنظّمات تجعلن الحياة أفضل. البلاد التي تكون فيها النساء منظمات، تكن جميلات، و صاحبات مبادئ،  قيمة، و مثالٌ يحتذى بهنّ. النساء الإلهيات  صاحبات ثقافة آلاف السنين، اللواتي يعشن على أرضهن بثقافة، إرادة و تنظيم. عندما تناضلن، تتحررن، و عندما تتحررن تصبحن جميلات، وعندما تصبحن جميلات يكن محبوبات،. كحركة تحرير المرأة الإيزيدية فإن هذا المبدأ ضروري لحياة ومجتمع حرين ومتساويين.

الحماية:

النساء المنظمات بإمكانهن و من خلال نضالهن الوصول إلى أهدافهن وتحقيقها. ضمن كافة  الظروف والأحوال

يكون  نضال المرأة هي مواجهة كل أشكال السيطرة. الهيمنة الفكريّة، الاجتماعيّة، السياسيّة، الاعتداءت تحت مسمى الزواج، الضرب، القتل، الإهانات، و اغتصاب المرأة. يجعل المرأة عديمة القيمة والوجود. ضد كُل هذه الممارسات تصبح المرأة قوةً للنضال. لكل امرأة الحق في الدفاع عن نفسها ضد أي نوعٍ من أنواع العنف الممارس ضدها، سواءً العنف الاسري، أو العنف الاجتماعي أو الاعتداء على إرادة المرأة. كما و أنّ  لكل كائن حي في الطبيعة قوته الخاصة في الدفاع عن نفسه. لذلك فمن حق المرأة الطبيعي أنّ تحمي نفسها. فالدفاع عن النفس ضد الهيمنة الذكوريّة يكون من خلال الفكر الحرّ، الدفاع عن النفس ضد استعباد النساء من خلال التنظيم ضد الإبادات الجماعيّة ،القتل، الصهر وبناء قوتها الجوهريّة  للدفاع الذاتي.  مع عدم وجود قانون لا يمكن حماية البلد، المجتمع، الديانة، الثقافة، والوجود.

النضال:

تستند حركة المرأة الإيزيدية إلى النضال ضد عقليّة الرجال القمعيين والاستبداديين على أساس خط حرية المرأة، وكذلك تناضل ضد اعتداءات الرجال المهيمنين، والتقاربات الجنسية وهجمات الدولة والمنظمات والسلطات المهيمنة. ولهذا أيضا تبني قوتها لحمايتها

فالهجمات والمقاربات التي تمارس من قبل الرجال والمجتمع في الأسرة وفي الشوارع،  تكون على  أساس توبيخ المرأة، ممارسة العنف ضد النساء، تجريدها من هويتها، قتلها، و تبقى من دون فكر وإرادة. و لكي تكون المرأة قادرة على مواجهة التحديات، يجب عليها  التحلي بالتدريب في كل فرصة سانحة، و الوصول إلى كل المنظمات و الحركات التي تساعد على ذلك. كما و أنّها تعمل على  إنشاء منظمات ديمقراطيّة ،حرة ومتساوية للنساء، حيث له الدور الريادي ضمن المجتمع. وعلى هذا الأساس تقوم بإنشاء المنظمات من الناحية السياسيّة، الاجتماعيّة، الاقتصاديّة، الثقافيّة، الدبلوماسيّة، القانونيّة، التعليميّة، الاعلام و الصحة…….. الخ

. تستند على المشاركة والتنظيم المتكافئ من أجل  حماية العقيدة الإيزيديّة من الاندثار، وتناضل في سبيل ذلك، و من أجل بناء وطن حر ضد  الاحكام التي تصدر بحقها  تقوم بالأنشطة التي تساهم في التطور والريادة من الناحية الإيديولوجيّة، القانونيّة، السياسيّة. حيث  تتولى تسيير قيادة هذه الأنشطة بشكل عام .

تنظم حركة حرية المرأة الإيزيدية نفسها على شكل تجمع الكومين. مجالس ذاتيّة الحكم في جميع مجمعات ونواحي شنكال. كما و تتأسس آلية عمل  ضمن لجان خاصة فيها، مثل لجنة التعليم، الحماية الجوهريّة، الإعلام ، الدبلوماسي، الاقتصاد، الثقافة و الفن. وعلى الصعيد الاجتماعي تنظم لجنة الصحة ، لجنة الصلح الاجتماعي

يقال أنّ التاريخ كتبَ على الدوام بأيدي المتسلطين. لكن إذا سألت الآلهة سيقولون لك: أنّ التاريخ موجودٌ في واقع المرأة الإيزيديّة التي تزين نفسها بأشعة الشمس. سيقولون أنّ المقاومة والحريّة والبقاء من ميترا إلى سيدة المجد، من ظريفة أوسي إلى بريفانان على أرض بلاد ما بين النهرين (ميزوبوتاميا)، مهد الإنسانيّة لم تتوقف أبداً. حتى يُكتب التاريخ بشكله الصحيح ستزداد مقاومة النساء تدريجياً كألهبة النار. لأنّ السلطة الجائرة لم تتوقف على هذه الأرض المقدسة حتى تتوّقف المقاومة.

نود من خلال هذا الموقع  أنّ نقدم نقطة من الحقيقة التي تكمن في مقاومة وواقع المرأة الإيزيدية.

زر الذهاب إلى الأعلى