الكارثة كبيرة إن لم يعد الإيزيديون إلى أرضهم القديمة مرة أخرى: القائد عبدالله أوجلان
أوضح الشعب الكردي عبدلله أوجلان أنها لكارثة كبيرة إن لم يعد الإيزيديون إلى أرضهم القديمة مرة أخرى، قائلاً: “الإيزيدية هي أصل الأجداد الكرد، إن لم نحمي الشعب الإيزيدي ونحافظ على شرفنا فسيقضى على الكرد، سيقوم البارزاني والدولة التركية بكل شيء يمنعوا به عودة الإيزيديين، يقومون بكل أنواع الحرب الخاصة والنفسية لإبعاد الإيزيديين عن شنكال وعن كردستان، فيخرجون الإيزيديين إلى أوروبا وهذا معناه القضاء على الإيزيديين”.
بدأ مرتزقة داعش في 3 آب 2014 بهجوم وحشي ضد شنكال، راح ضحيته الكثير من الإيزيديين وخطفوا آلاف الإيزيديين ولا يزال مصير الكثير آخرين غير معروف، هاجر الآلاف من شنكال ولا يزال يعيش الكثير منهم في المخيمات ولا يسمح حزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) لهم بالعودة إلى ديارهم.
قيّم قائد الشعب الكردي عبدلله أوجلان خلال لقاءاته مع محاميه خلال أوقات متفرقة وضع شنكال محذراً من المخاطر المحيقة بها.
وحيّا قائد الشعب الكردي عبدلله أوجلان الشعب الإيزيدي، مضيفاً: “تلك مزوبوتاميا مهد الحضارة، أحيي شعبنا الإيزيدي على تصعيد مقاومتهم الذهنية والوقوف ضد الظلم، أرسل تحياتي ومحبتي في شخص شباب وطني المقاومين والنساء الصامدات، الذين لا ينطفئ نيران الحرية في قلوبهم، أحيي شعبنا البطل المقاوم في جبال شنكال موطن درويش وعدولة.
” أصبح جبل شنكال معبداً“
شهد سهل الموصل وجبال شنكال أشرس المعارك والهجمات الوحشية وأكبر مقاومة ضدها عبر التاريخ من قبل القوات التي تريد إطفاء نيران الحرية، وحضن جبال شنكال شعبنا الإيزيدي المقاوم على الدوام، فأصبحت المقاومة في هذه الأرض ثقافةً.
كانت مشكلة المجتمعات دائماً هي الدفاع عن النفس عبرالتاريخ ابتداءً من مجتمع الكلان حتى القبائل والعشائر والأقوام والقوميات والجماعات الدينية ومن القرى حتى المدن، فالمحتلون كانوا دائماً الذئاب المتصيدة لفرائسها، وكانت المجتمعات المحرومة من الدفاع عن نفسها تتشرد كقطعان وتتحكم بهم وفقاً لمطالبهم.
الدفاع هو العمل الأساسي للمجتمع، نيران المقاومة هي بشرى الحياة الحرة، فلا حرية وتحرر بدون مقاومة.
“قتلونا جميعاً“
رغم تحذيري لأجل شنكال منذ سبع سنوات، واجهتم ما حصل معكم لعدم اتخاذ التدابير اللازمة، فظهر بالنتيجة مشهد وحشي كداعش، تنظيمٌ تجاوز معنى الوحشية قاموا بإبادة وحشية ضد الكرد بداية ثم التركمان والعرب والآشوريين والإيزيديين والسريان وجميع شعوب المنطقة بكل معتقداتهم وأديانهم، يقطعون رؤوس الرجال ويأسرون النساء سبايا، وفي الحقيقة من تم قتلهم واغتصابهم هم نحن جميعاً، كان من المفترض أن تخرب الدنيا وتقوم القيام، إن لم نمنعها فستستمر هذه الإبادات وسينهبون كل مكان”.
“قامت حركة الحرية بما لم يقم به أحد“
وأوضح القائد أوجلان أن حركة الحرية قامت بما لم يقم به أحد، متابعاً: “من يكافح ويناضل بحق في روجافا وشنكال هم نحن، قامت حركة حرية الكرد بما لم يستطع أحد القيام به، حيث حارب داعش حتى قضوا عليه، فكيف استطاعت حركة الحرية القيام بهذا، هذا ما يجب أن يُفهم جيداً، لتكون هناك إرادة وإيمان وقرار ضد داعش، يجب أن يكون هناك فكر ورؤية خلفها، استطاعت حركة الحرية فعل ذلك بانتباهها لقوة النظرة الحرة والرؤية العلمية الجديدة والذهنية البنّاءة، لولا حقيقة القائد وفلسفته من المحال أن يكون ما حصل. ولا يزال الشعب الإيزيدي يواجه الإبادات، لو كانت هناك مجموعة كريلا في جبال شنكال، لما قتل هذا القدر من الشعب هناك، الإيزيدي أصل الآجداد الكرد، إما سنحمي الشعب الإيزيدي ونحافظ على شرفنا وإلا سيقضى على الكرد.
“منع الإيزيديين من العودة إلى شنكال“
يقوم البارزاني والدولة التركية كل شيء لمنع عودة الإيزيديين إلى شنكال، يقومون بكل أنواع الحرب الخاصة والنفسية لإبعاد الإيزيديين عن شنكال وكردستان، ويسعون لإخراج الإيزيديين إلى أوروبا بسياسة الحرب الخاصة وهذه الأساليب، وهذا يعني القضاء على الإيزيديين، فحالياً لم يبقى الكثير من الإيزيديين في شنكال، وهذا الوضع خطر تاريخياً واجتماعياً وثقافياً، إنها لكارثة كبيرة إن لم يعد الإيزيديون إلى وطنهم القديم، نجوا من إبادة وجودهم لكنهم لم ينجوا من الإبادة الثقافية، هناك طريق واحدة ليحمي الإيزيديون بها عن نفسهم وهي العودة إلى أرضهم القديمة، وخارج هذا لا يمكنهم الحفاظ على وجودهم التاريخي والثقافي والعقيدي. فماذا يعني شنكال للإيزيديين تاريخياً واجتماعياً وثقافياً وعقائدياً؟ يجب أن يعرفوا ذلك، للقضاء على السياسة والممارسة ضدهم، فذهاب الإيزيديين إلى ألمانيا وأوروبا ليس تحرراً لهم بل قضاءٌ عليهم.
“القرار للإيزيديين“
مقاربتي للأشياء هي على أساس فهم الحقيقة، فالدولة لا تميز ما نصنعه، فنحن نتخذ التدابير الكبيرة منذ الآن، وهذا ما نقوم به في شنكال، ليعطي الإيزيديون قرارهم بأنفسهم، فالقرار عائد لهم، كنت قد قلت سابقاً ما يجب فعله لحماية شعب شنكال، يجب أن يحموا أنفسهم بأنفسهم، لا نستطيع تركهم بيد البيشمركة، ولهذا السبب أن تكون مقاتلاً للحرية ليس بالأمر السهل. أناشد جميع الأشخاص الذين يرون أنفسهم مسؤولين عن الإنسانية أمام هذا العصر، العمل على خط الدفاع على خطا 12 بتوسيع نطاق مقاومة جبال شنكال وروجافا، أعيدوا الإيزيديين إلى شنكال وأبدأوا العمل على شنكال من الاحتلال نحو التحرر، لذلك هناك حاجة لقوة دفاع أكيدة.
“الكونفدرالية مهمة للإيزيديين“
أرى الأعمال التنظيمية وإعداد الكوادر مهماً جداً، من يعود ليدخل الموقف التنظيمي ويخضع للتدريب الإيديولوجي، لا تدعوهم يسقطوا وينهاروا على الأرض، يجب أن تنتظموا في كل مكان، وتبنوا تنظيمكم فيه، المهم هو إظهار الطريق الديمقراطي الحقيقي، وتستمر التهلكة بعد الآن، من المحتمل أن يعيد داعش لملمة نفسه. إن يلملم نظام البعث نفسه فلن يبقى حجراً على حجر، يجب الاتفاق أمام تخلف العراق، والإنقاص من دور الآغوات والبكاوات.”
“نظموا أنفسكم“
يدعو القائد أوجلان إلى التنظيم، قائلاً: “أرى الآن ما تعيشه النساء الإيزيديات وأحزن كثيراً، بالأخص أنتم النساء، اجمعوا أنفسكن وصعدوا من مستواكم دائماً، وقفوا أمام كل مساوئ السلطات التي تنقص من قيمة المرأة وهذه ذهنية فقدها الرجل أمام المحتلين، وتم استعباد المرأة مرة أخرى من قبل نفس الرجل المسلوب الإرادة، تم فقدان الجمال اللامحدود وطمروه في عبودية عميقة، نظموا أنفسكم وقووا من تجييشكم، قد لا يرى المجتمع الحرب والسياسة من أعمال النساء، لكنها ليست أعمال الرجال فقط، تعمقوا فكرياً في تلك الجوانب، وبهذا الشكل يستطيعون البحث عن علاقاتهم وحبهم وعالمهم وعالم النساء الذي يريدون تقديمه للمجتمع وتنفيذ آمالهم، طريقكن مفتوح حتى النهاية، لا حياة بدون المرأة، لا معنى للعشق إن لم يوقفوا الإبادات الجماعية في تلك الجبال، أنا لا أنكر العشق والحب والعائلة، فالترابط بين هذه العناصر ارتباط أصيل، ولا معنى لهم بدون حياة حرة.
“نحن في عصر الحرية“
نحن في عصر الحرية وفي جبال الحرية وفي مسيرة الحرية في حرب الحرية، وأنتم تستطيعون تعميق الحقيقة في أنفسكم بالربيع الحر المادي والمعنوي والبناء المتدفق في شخصيتكم، منذ البداية قمنا بذلك ووصلنا إلى هنا، شكلنا صداقات كبيرة وقد بنينا أكبر البطولات بهذا المصطلح كما لم يسبق فعله في أي من الحركات الأخرى عبر التاريخ، فهو الذي أثبت أن هذه المسيرة الكبيرة هي الأجمل الأقرب للنصر والتي لا يمكن هزيمتها. أحيي شعبنا الإيزيدي الذي يدافع بكل قوته عن إيمانه وثقافته بأعلى مستوياتهم، الشعب الإيزيدي له قيمة كبيرة، أحيي مجلسهم وأعمالهم التنظيمية في مقدمة كل أعمالهم، ولا تأمنوا لشيء خارج هذا”.
القائد عبدالله أوجلان