بالنضال والكفاح تعيد الإيزيديات إحياء تاريخ وبطولات النساء
تقوم حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) بتعليم النساء الإيزيديات النضال والتنظيم في كل مجال. ومن المجالات التي توليها النساء الإيزيديات أهمية هو مجال الحماية الجوهرية.
فضل حركة حرية المرأة الإيزيدية تعلم عدد كبير من النساء والفتيات الإيزيديات استخدام الأسلحة. وبدأ المجلس النسائي لمنطقة سنون التابعة لشنكال تدريبات عملية على رمي الرصاص بعد تدريب نظري استمر ثلاثة أيام لتعلم كيفية استخدام الأسلحة.
كل موجة من الفرمانات التي تعرض لها المجتمع الإيزيدي اختطفت معها العديد من النساء وقامت بإخفائهن. لكن روح هؤلاء النساء كانت دائماً تنبض في صدور أطفالهن وفي كل فرمان كانت هناك بطلات مثل ستيا نيستا، التي اشتهرت بمهاراتها ونشاطها وشكلت جيش النساء الإيزيديات لأول مرة. كما كانت هناك نساء شهيرات مثل ظريفة أوسي، التي وقفت ضد فريق باشا والجيش العثماني، ومنحت الشجاعة لمجتمعها بزغاريدها ومقاومتها. أيضاً كان هناك نساء مثل خوناف زورو التي هزمت المجازر بالمقاومة، ومثل شيرين شيخ كالو، التي قاتلت بخنجرها حتى آخر قطرة من دمها لمنع وقوع الفتيات الإيزيديات في أيدي الجيش العثماني وأنقذت العديد من الفتيات.
استمر هذا الإرث من النساء الإيزيديات الشجاعات لمئات الآلاف من السنين. وكحلقة ليس لها نهاية ابتداءً من بيريفان إيغال، إلى الأم كولي، ومن الأم كولي إلى بيريفان شنكال وجيلان، وكل يوم تنبهر النساء بهذه الحلقة وتصبحن منقذات وبطلات في مجتمعهن، وتكسرن كل الصور النمطية التي تم وضعها وتتغلبن على العقبات.
بعد الفرمان وحتى الآن طورت حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) نفسها من خلال أفكار القائد أوجلان، وتقوم بتعليم النساء الإيزيديات النضال والتنظيم في كل مجال. ومن المجالات التي توليها النساء الإيزيديات أهمية هو مجال الحماية الجوهرية. بفضل الحركة تعلم عدد كبير من النساء والفتيات الإيزيديات استخدام الأسلحة. وبدأ المجلس النسائي في منطقة سنون التابعة لشنكال، بعد جلسة تدريب نظري استمرت ثلاثة أيام، برمي الرصاص.
وحول هذا الموضوع تحدثت لوكالتنا النساء اللواتي شاركن في التدريب عن أهمية ومغزى الحماية الجوهرية، وذكرن أنه يجب أن تتعلم كل امرأة إيزيدية استخدام السلاح حتى لا تتكرر معاناتهن مرة أخرى.
“نحتاج إلى الحماية أكثر من الخبز والماء”
برفة إلياس هي واحدة من الأمهات اللواتي شاركن في هذه التدريبات. وقالت إنهم يأملون أن تتعلم جميع الفتيات والشباب استخدام السلاح “تحتاج فتياتنا للدفاع عن النفس أكثر من حاجتهن إلى الخبز والماء. يجب ألا ينسى مجتمعنا الإيزيدي أننا لن نكون قادرين على التخلص من الفرمانات والمجازر إلا بعد أن نصل إلى مستوى الدفاع عن النفس. لا تعتقدوا إننا تخلصنا من داعش، لأن أعداءنا ما زالوا موجودين حتى اليوم ويهاجموننا من جميع الجهات. يجب على الأمهات أخذ زمام المبادرة، لأن واجبنا الأساسي هو حماية مجتمعنا وأطفالنا”.
“يجب على النساء حماية أنفسهن بأيديهن”
ولفتت إلى الحرب الخاصة التي يشنها النظام حالياً “ليس هناك فقط حرب مسلحة تشن ضد مجتمعنا. ففي الوقت الحالي، يتم شن الحرب الخاصة غالباً، ومن الأمثلة على ذلك أن الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني يبذلان قصارى جهدهما لتهجير شعبنا، وهذا شكل من أشكال الحرب. يجب على جميع الإيزيديات أن تدركن هذا وأن تحمين أنفسهن”.
وأكدت إنه يجب على الجميع الوقوف إلى جانب أبنائهم ومساندتهم والقتال معاً “يمكن للجميع حمل السلاح لأن العدو يقف ضد المجتمع بأسره، يجب علينا جميعاً أن ندرب أنفسنا، وهو واجب علينا جميعاً”.
“استمد القوة من رفيقاتي”
ووصفت هدية ابراهيم التي تتلقى التدريب على الأسلحة لأول مرة الإثارة التي تشعر بها “بصفتنا نساء في مجلس سنون، بدأنا التدريب على الأسلحة، وسيستمر تدريبنا لمدة 5 أيام، في الأيام الثلاثة الأولى تلقينا تدريباً للتعرف على السلاح، وقد جئنا لممارسة تدريبنا على الرماية بشكل عملي. هذه هي المرة الأولى التي أتلقى فيها التدريب على استخدام السلاح، لذا كنت قلقة وخائفة بعض الشيء، لكن بعد أن أطلقت الطلقة الأولى، صفقت رفيقاتي لي وقلن إنها جيدة فتشجعت أكثر، قمت برمي رصاصة أخرى، وبهذا الشكل تغلبت على خوفي وقلقي وأصبحت أكثر ثقة بنفسي. أي إنه إذا حدث شيء ما، فسأكون قادرة على حماية نفسي”.
“تقدم وتنمية المرأة له تأثير كبير على المجتمع”
وعن مجزرة 3 آب/أغسطس عام 2014 قالت “أثناء الفرمان، كان أكثر من تعرض للقتل من أبناء مجتمعنا من النساء وتكبدن خسائر كبيرة. لأن النساء كن مستعبدات، ولم يكن يعرفن شيئاً وحُرمن من التعليم. لقد حرمن من الدفاع عن النفس. عندما وقعت المجزرة كان هناك أسلحة في كل منزل تقريباً، ولكن نظراً لأن الرجال لم يكونوا في المنزل، لم تستطع النساء استخدام الأسلحة، لذا قمن برمي الأسلحة وأخذن أطفالهن ولذن بالفرار، لكن العديد منهن سقطن بأيدي المرتزقة. لو كانت لدينا المعرفة التي نمتلكها الآن، لما جرى هذا كله. لذا ومن أجل ألا نعاني من نفس الآلام، نحن نتلقى اليوم وتحت مظلة حركة حرية المرأة تدريبات في كل المجالات، وكان لهذا تأثير كبير على النساء وانعكس هذا التأثير في مجتمعنا ككل”.