الفرمان الذي تعرضت له المرأة الإيزيدية وما بعده (2)
بعد تحرير شنكال تم تأسيس أول مجلس للمرأة في شنكال، كما تطورت الحركة النسوية ونظام الحماية الذاتية.
تحدثت العضو المنسق لحركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) رهام هيجو، في الذكرى السنوية للهجمات التي هدفت إلى الإبادة الجماعية للإيزيديين والتي شنت في عام 2014، عن أول مجلس للمرأة تم تأسيسه، والحركة النسائية والتطورات في مجال التعليم والدبلوماسية.
أول مجلس للمرأة في جبال شنكال
بجملة “المجلس الأول خلق الكثير من الإثارة لدينا” بدأت العضو المنسق لحركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) رهام هيجو، حديثها عن رحلة المرأة الإيزيدية من المجلس الأول إلى الحركة النسائية وقالت “طورت المرأة من نفسها في مجال الدفاع عن النفس من جهة وباشرت العمل من أجل التنظيم من جهة أخرى، وفي عام 2015 تم إنشاء أول مجلس للمرأة. وعندما تم إنشاء مجلس المرأة، كانت شنكال محاصرة من قبل داعش، لقد كان الممر الإنساني فقط مفتوحاً. لكنه كان يغلق أحياناً بسبب هجمات مرتزقة داعش. تم إنشاء مجلس المرأة الذي يتكون من 15 شخصاً في سهول شنكال، أي في جبالها. وقد بادرت الأمهات بتأسيس هذا المجلس. عندما تم إنشاء المجلس كانت المرأة الإيزيدية تعيش في وضع سيء للغاية. فقد شنت حملة إبادة ضدها، وأسر داعش آلاف النساء الإيزيديات، فقدت الكثير منهن أزواجهن وأطفالهن وأمهاتهن وآبائهن وقراهن ومنازلهن. أي أن الجميع فقدوا جانباً وكانوا يتألمون ويعانون”.
وأوضحت أن المجلس الذي تم إنشاؤه بدأ بزيارة العائلات والاستماع إلى قصص النساء في البداية “من أجل تحسين صحتهن النفسية، تحدثت عضوات المجلس معهن وعقدن الاجتماعات والندوات وجلبن أطباء من الخارج. في ذلك الوقت لم تكن هناك مساعدة من العراق ولا من إقليم كردستان ولا من أي مكان آخر باسم أي تنظيم أو مؤسسة، ولأن داعش كان في شنكال فقد ابتعدوا عنها. لقد تحمل أعضاء مجلس المرأة جميع المخاطر لمساعدة النساء قدر المستطاع”.
وأضافت “في ذلك الوقت كان يوجد في شنكال قوات الدفاع HPG-YJA-Star-YBŞ-YJŞ ومجلس المرأة بالإضافة إلى مجلس مستقل تم إنشاؤه في تلك الفترة. عدا ذلك، كانت هناك أيضاً تجمعات صغيرة من الإيزيديين الذين تشكلوا فيما بينهم. بعد ذلك تم إنشاء مجالس المرأة في قريتي خانسور وبوريك. ومن المؤكد أن إنشاء مجالس المرأة لم يكن سهلاً في تلك الفترة. فلم يكن المجتمع وخاصة الرجال يرغبون في أن تأخذ المرأة مكانها وتشارك في الإدارة والمجالس ورفضوا ذلك ووقفوا ضده. لهذا السبب كانت الحركة النسائية تواجه صعوبات في الخطوات التي اتخذتها من أجل التنمية والتطور في شنكال. كما تم بناء نظام إدارة المجلس المستقل على أساس الرئاسة المشتركة. ولم يقبل الرجال أن تتولى المرأة مهام متساوية معهم. لأنه حتى ذلك اليوم، كان الرجال يتخذون القرارات بمفردهم، ولم يرغبوا في مشاركة المرأة في آليات صنع القرار. كان هذا النهج والمفهوم موجوداً في جميع الإدارات الأعلى والأدنى. وفي مواجهة هذا، خاض مجلس المرأة نضالاً كبيراً. وقد تقدمنا في هذا النضال واليوم تقود الحركة النسائية نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال. لقد حدث هذا بفضل أول مجلس لنا وبفضل إنجازاتنا”.
إعلان حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ)
وعن حركة حرية المرأة الإيزيدية تقول “مع تصاعد الحرب ضد داعش، ازدادت رقعة المناطق المحررة أكثر فأكثر، وقمنا بتحرير شنكال من داعش قطعة قطعة. وقد أدى هذا الوضع إلى توسيع مجال عمل المرأة. وقد كانت النساء تتقدمن في كل مكان لأنهن كن يتعلمن كيفية تنظيم أنفسهن. كان أمام النساء الكثير من العمل، وتزايدت المشاكل والعمل الذي يتعين القيام به، ولم تكن قوة المجلس كافية بالنسبة لهم، لذلك توجهن إلى المؤتمر. بعد المؤتمر، تحول مجلس المرأة إلى حركة المرأة. وقد عززت المرأة نفسها من جديد في الدبلوماسية والتعليم والثقافة والفن والاقتصاد والدفاع والعديد من المجالات الأخرى، وتم تعديل محتوى البرنامج وفقاً لشكل الحركة النسائية. كما حددت السياسة في شنكال طريقة التنظيم وفق الظروف الموجودة هناك. وفي عام 2016 تم الإعلان عن حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ). وتم إنشاء المجالس التابعة لها في كل قرية. وفي صيف عام 2019 عقدت (TAJÊ) مؤتمرها الثاني بعد تحرير شنكال بالكامل من داعش وعودة آلاف العائلات إلى موطنهم، وازدادت احتياجات النساء”.
“تحتاج المرأة الإيزيدية إلى التعليم أكثر من احتياجها للخبز والماء”
وأوضحت رهام هيجو أن “الإيزيديات حُرمن من كل شيء طوال حياتهن. فقد تم تحديد حقوقهن في الحياة والتنمية والتطور في إطار الفرمانات التي شنت ضدهم، واستمر هذا الوضع حتى الفرمان الـ 74. كان لابد لهذا المصير الذي كان يحكم المرأة أن يتغير، لذلك بذلت الحركة النسائية جهوداً كبيرة لمساعدة النساء على العودة لطبيعتهن وتنميتهن. الآن، أولاً وقبل كل شيء تعد قضية تعليم المرأة ضرورة مهمة وعلى رأس جدول الأعمال الرئيسي للحركة النسائية. فالهدف الأول هو جعل المرأة والمجتمع يشعران ويدركان بأن المرأة بحاجة إلى التعليم. بالنسبة للإيزيديات، فالتعليم ضروري أكثر من الخبز والماء. وبالنسبة للنساء، يجب أن يكون التعليم بنفس أهمية الراحة. كما أننا نولي أهمية لتعليم الأطفال. فالأطفال هم مستقبلنا، ويجب أن يكون الجميع مهتمين بتعليم الأطفال. كحركة نسائية، نحن مهتمون بتعليم الأطفال من خلال رياض الأطفال التي افتتحناها”.
بعد الفرمان، كانت الدورات التدريبة الأولى هي دورات لتعليم كيفية استخدام الأسلحة، وتحت رعاية المجالس أعطيت دورات تثقيفية مفتوحة كل عام. وفي عام 2016 تم افتتاح أكاديمية الشهيدة بنفش إيغال وركزت في دوراتها التعليمية على التنمية الفكرية للمرأة. قدمت الأكاديمية 64 دورة تثقيفية منذ افتتاحها وحتى الآن.
الإيزيديات تعززن نضالهن أكثر من خلال دبلوماسيتهن
وأشارت إلى أن “الإيزيديات تعرضن لانتهاكات كثيرة لكنهن لم تستطعن قولها، أو لم تتح لهن الفرصة لقولها. لذا أولت الحركة النسائية أهمية للنشاط الدبلوماسي من أجل إعلام المنطقة والعالم بما حدث للنساء الإيزيديات. وقد استطاعت الحركة النسائية من خلال اللجنة الدبلوماسية من الوصول إلى جميع أنحاء العالم، وتقديم تقارير عن تجارب وقصص النساء الإيزيديات والبحث عن حلول. على وجه الخصوص، نحن نريد توحيد نضالنا مع نساء العراق. لأن عبء كفاحنا ثقيل للغاية ولا يمكننا تحمله بمفردنا، لذلك يجب على نساء العالم مشاركتنا وتحمل هذا العبء معنا”.
الحرية الاقتصادية للمرأة الإيزيدية
وقالت في ختام حديثها “في المجتمع يتم تهميش المرأة أكثر في المجال الاقتصادي. لذا تظل النساء بحاجة إلى آبائهن وإخوتهن وأزواجهن وجميع أقاربهن. لكن بعد الفرمان، جمع نضال النساء المرأة مع الرجل على نفس المستوى في المجال الاقتصادي. فإذا كان الرجل قادراً على إعالة المنزل، فستقوم المرأة أيضاً بذلك. لقد تم خوض نضال من أجل ترسيخ هذا المفهوم في المجتمع. واليوم ندعم العديد من المشاريع في المجال الاقتصادي وكحركة لدينا العديد من المشاريع الاقتصادية للمرأة. هدفنا هو إنشاء كومونات اقتصادية وورش عمل للنساء، وكذلك خلق مساحات مستقلة لتكوينهن الاجتماعي”