إيزيديات تؤيدن قرار الإدارة الذاتية في محاكمة داعش
خطرهم لن ينتهي حتى تتم محاكمتهم
داعش لا يزال يشكل تهديداً على العالم حتى يومنا الراهن منذ ما يقارب من 10 أعوام، أصبح داعش بلاءً على العالم، في ظل عدم محاسبتهم على الهجمات والانتهاكات التي ارتكبوها كونهم كانوا مشروع دولي وتدعمهم القوى العالمية المهيمنة من بينها تركيا التي تسعى إلى احتلال أجزاء كردستان الأربعة والقضاء على الأقليات. بصفتنا إيزيديون كنا أكثر ضحايا هذه الهجمات، ولم تلتئم بعد الجراح التي لحقت بنا جراء المجزرة التي تعرضنا لها من قبل داعش، والتهديد الذي يشكله على مجتمعنا لم يختف بعد. بالرغم من أن قوتهم كُسرت وتحررت المناطق التي كانت في أيديهم، لكن لا يزال لديهم خلايا نائمة في العراق وإقليم كردستان وفي دول أخرى، على سبيل المثال لا يزال لديهم خلايا نائمة في مخيم الهول. هذا لا يشكل خطراً علينا فقط، بل على العالم بأسره.
يجب إيجاد حل لعائلات داعش في مخيم الهول، نعلم أن هناك أكثر من 60 دولة لديهم مواطنون ضمن صفوف داعش، لذلك يجب على العالم كله تحمل المسؤولية وتقديم الدعم. أياً كانت الدول التي ينتمي إليها داعش، يجب أن تأخذ تلك الدول مواطنيها، لكي تتغير هذه الذهنية ويتم تعليم أطفالهم وتتم معاقبة المجرمين، لأنهم إذا خرجوا عن السيطرة فسوف يشنون هجماتهم العنيفة على كل مكان، خاصة على مجتمعنا الذي يكنون الضغينة له لأنهم يعتبروننا (كفار).
لا ينبغي لأي سلطة الاعتراض على القرار
الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا قد دعت سابقاً دول العالم لمحاكمة داعش من خلال محكمة دولية، وتنقذ العالم من هذا التهديد، لكن تلك الدول بقيت صامتة، بعضها أخذ عدداً من أطفال داعش كإجراء شكلي، لكن عددهم كان قليلاً جداً. لذلك قررت الإدارة الذاتية اليوم محاكمة داعش، وهذا قرار صحيح وصائب. كمجتمع إيزيدي ندعم هذا القرار ويجب أن نكون حاضرين في تلك المحاكم.
يجب أن يتفاعل العالم بأسره مع قرار الإدارة الذاتية ولا يعترض أحد عليه لأنه ذو أهمية كبيرة بالنسبة للبشرية جمعاء، مضيفةً منذ وقت ليس ببعيد رأينا جميعاً أن داعش أرادت أن تنفذ عصياناً داخل سجن الصناعة في الحسكة وإطلاق سراح جميع الأسرى، لكن باءت محاولاتهم بالفشل. لو نجحت داعش بخطتها، لانتشرت الخلايا في جميع المناطق. يجب أن تركز كل القوى على خطورة هذه المشكلة.
وفي 20 كانون الثاني/يناير 2022، وبحدود الساعة السابعة مساء وعبر تخطيط مسبق شن داعش هجوماً على سجن الصناعة في حي غويران بمقاطعة الحسكة في شمال وشرق سوريا الذي يحتجز فيه مرتزقة داعش، وبدأت قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي الأساييش ووحدات حماية المرأة YPJ ووحدات حماية الشعب YPG وYAT، HAT، حملة مطرقة الشعوب والتي أسفرت عن استشهاد 121 مقاتل/ـة.
تركيا هي قبلة داعش
بعد أن اتخذت الإدارة الذاتية قرارها بمحاكمة داعش على مرأى العالم، واصلت الدولة التركية المحتلة مهاجمة روج آفا، هدف الدولة التركية هو تحرير داعش. لذلك، يقومون بتوطين عائلات داعش في جميع المناطق التي تحتلها تركيا مثل سري كانيه وكري سبي وعفرين الإيزيديات اللواتي تم إنقاذهن من داعش، قُلن إن الرجال الذين تزوجن منهم قالوا لهن أنهم سيذهبون إلى تركيا هذا يعني أن داعش تعتبر تركيا قبلة لهم كونها تدعمهم من كافة الجوانب. لا تريد الدولة التركية محاكمة داعش، لأنه إذا تمت محاكمتهم، ستتم محاكمة الدولة التركية أيضاً.
بصفتنا حركة حرية المرأة الأيزيدية، نؤيد هذا القرار لأننا عانينا أكثر من غيرنا على يد داعش. لا نريد أن يفلت الأشخاص الذين نفذوا المجزرة بحق شعبنا من العقاب وأن يعيش شعبنا والعالم كله بهذا الخوف. يجب أن يكون لكل فرد دور في محاكمة داعش، فمن لا يقوم بدوره يعني أنه متعاون مع معهم.