‘يجب محاسبة تركيا على جريمة خطف الفتاة الإيزيدية’
استنكرت حركة (TAJÊ) في بيان لها اختطاف فتاة إيزيدية على يد عناصر من متزقة داعش في تركيا على مرآى وعلم السلطات في البلاد.
بعد هزيمة مرتزقة داعش في شنكال وهروب عناصره إلى بلدان مجاورة أخذ عناصر التنظيم آلاف النساء الإيزيدية “سبايا”، وكانت تركيا واحد من هذه الدول، قبل عدة أيام أراد أحد عناصر التنظيم بيع فتاة إيزيدية تدعى عائشة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن السلطات التركية ألقت القبض عليه ليتم بعد أيام قليلة الإفراج عنه وتسليمه الفتاة.
ووسط الصمت الدولي إزاء هذه القضية أدلت حركة المرأة الإيزيدية تاج ببيان صدر اليوم الأربعاء 1 تشرين الثاني/نوفمبر بشأن الفتاة الإيزيدية المختطفة في تركيا، وقالت فيه “يجب تسليط الضوء على قضية الفتاة الإيزيدية التي اختطفها عناصر من مرتزقة داعش في تركيا ويجب محاسبة الدولة التركية على دعمها له”.
دعت حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) الشعب الكردي في جميع أنحاء كردستان ومؤسسات المرأة ومنظمات حقوق الإنسان إلى اتخاذ موقف ضد ممارسات تركيا وسياسة الإبادة الجماعية التي تتبعها، مشيرةً إلى أنه يجب فتح تحقيق بشأن الحادث ومحاكمة المسؤولين عنه.
وجاء في نص البيان “في الثالث من آب 2014، وبسبب خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني وعدم مبالات الحكومة العراقية، تعرضت شنكال لهجوم وحشي من قبل مرتزقة داعش، على إثرها نزح عشرات الآلاف من الأشخاص، ونهبت ممتلكاتهم ودُمرت مزاراتهم، لقد قُتل كبار السن والشباب بوحشية، لكن المعاناة الأكبر كانت من نصيب مجتمعنا ونسائنا الإيزيديات حيث تم أسر الفتيات واغتصابهن وبيعهن من قبل مرتزقة داعش، صرخة نسائنا وفتياتنا وصلت إلى العالم أجمع، نحن نعاني لأن مصير المئات من الفتيات والنساء الإيزيديات لا يزال مجهولاً”.
وأكد البيان “نعلم جيدًا أن مرتزقة داعش لم يكن لديهم قوة عظمى، لكن القوى التي دعمتهم وساعدتهم شجعتهم على ارتكاب أفظع الجرائم بحق النساء، كانت القوة التي دعمت داعش هي الدولة التركية المحتلة، نحن نعلم جيداً أنه في التاريخ وحتى اليوم، كان العثمانيون دائماً معادين لمجتمعنا وإيماننا وثقافتنا ولغتنا وهويتنا. ويقول آباؤنا وأجدادنا إننا تعرضنا لـ 74 أمراً، منها 68 أمراً من الدولة العثمانية، تاريخ الدولة التركية مكتوب على الإبادة الجماعية والاحتلال، ولطالما دعمت الدولة التركية أوامر لم تنفذها، وأحدث مثال عليها مرتزقة داعش، لقد اعتبرت عقلية الإبادة الجماعية نسائنا وفتياتنا غنائم حرب”.
وجاء في البيان أيضاً “كراهية العثمانيين لمجتمعنا لم تنته، وأحفادهم يعادوننا أيضًا مثل أسلافهم، منذ أن ظهر التنظيم في شنكال وحتى اليوم كانت الدولة التركية تساعده دائماً، ونحن نعلم جيداً أنه حتى اليوم أصبحت تركيا ملاذاً آمناً لداعش، وقد تم الكشف عن هذا عدة مرات بالوثائق، داعش يستمد قوته من الدولة التركية، عدم انتصار داعش في شنكال، تقوم الدولة التركية بوضع خطط حربية يومية، أنه يهاجم قادة مجتمعنا كل يوم، وهو يحاول كل يوم تدمير هذا الاعتقاد، بالنسبة لتركيا فإن الحادث الأخير بخصوص الفتاة الإيزيدية هو دليل على عداء الدولة التركية وتعاونها، وحاول العنصر من التنظيم وهو من أصول تركية، بيع الفتاة التي تدعى عيشة عبر موقع التواصل الاجتماعي”.
وذكر البيان “هذه الحادثة ونحن على يقين من وقوع حوادث كثيرة مثل هذه ولكن لم يتم مشاركتها مع الجمهور، وتظهر هذه الأعمال اللاإنسانية مستوى المساعدات والدعم الذي تقدمه الدولة التركية لمرتزقة داعش، كما أن عداوتها لمجتمعنا في أعلى وأخطر المستويات، لذلك ندعو المجتمع الإيزيدي بأكمله والشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان، إلى اتخاذ موقف ضد تصرفات الدولة التركية وإدانة سياسة الإبادة الجماعية والعدائية تجاه المرأة”.
وفي ختام البيان “ندعو المؤسسات النسائية ومؤسسات حقوق الإنسان إلى اتخاذ موقف قوي ضد هذه السياسة التي تنتهجها الدولة التركية، ولذلك يجب فتح تحقيق في هذه الحادثة ومحاكمة المسؤولين عنها وتسليط الضوء عليها ويجب محاسبة الدولة التركية على دعمها لتنظيم داعش”.