في حزيران 2016: جريمة حرق 19 امرأة أيزيدية في الموصل

إلى السيد المحترم:
تحية طيبة :
في 3 أغسطس 2014، نفذت مرتزقة داعش الإبادة الجماعية بحق المجتمع الأيزيدي في قضاء سنجار. ونتيجةً لهذه الجريمة، تم تهجير آلاف الأيزيديين من مساكنهم، وتعرض الكثير منهم للقتل والأسر. وكانت النساء والأطفال الضحايا الأكبر في هذه المأساة.
لقد قامت مرتزقة داعش بأسر آلاف الفتيات والنساء الأيزيديات، وبيعهن في أسواق النخاسة في مدن مثل الموصل والرقة، حيث تعرضن للاغتصاب والتعذيب والقتل. كما أُجبر العديد من الأسرى على التخلي عن ديانتهم الأيزيدية واعتناق الإسلام قسرًا. وحتى اليوم، لا يزال مصير آلاف النساء والأطفال الأيزيديين الذين اختطفهم داعش مجهولًا.
وفي حزيران 2016، خلال شهر رمضان، ارتكبت عناصر داعش جريمة مروعة أخرى، حيث قامت بحرق 19 امرأة أيزيدية وهن على قيد الحياة، وذلك لأنهن رفضن التخلي عن عقيدتهن الأيزيدية وعدم قبولهم للصيام، ورفضن العبودية والأستسلام . بدأت داعش بالتجول عن هؤلاء النساء في شوارع الموصل ، وجمعت مئات المدنيين لإجبارهم على مشاهدة الجريمة، ثم احتجزت النساء داخل أقفاص حديدية وأشعلت النار فيهن.
تُعد هذه الجريمة من أبشع الجرائم التي شهدها العالم في قرن واحد وعشرين، وأظهرت بوضوح حقيقة والوحشية اللاإنسانية لهذا المرتزقة.
إن قتل النساء بهذه الطريقة هو جريمة قتل للحياة ذاتها، وتجاوز فاضح لكل القيم الأخلاقية والضمير الإنساني، وانتهاك صارخ لكافة القوانين والمعاهدات الدولية.
حتى يومنا هذا، لم تُكشف هوية النساء التسعة عشر، ولم يُفتح أي تحقيق رسمي في القضية. ولم تُظهر الحكومة العراقية، أو المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، أو منظمات المرأة، أو المجتمع الدولي أي موقف جاد أو تحرك فعلي بهذا الخصوص.
إن استمرار هذا الصمت من قبل الحكومة العراقية، والمجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، يُعد تجاهلًا لمعاناة الضحايا وذويهم.لا يجوز أن تمر هذه الجريمة كحدث عابر أو دون مساءلة. يجب أن تكون حافزًا لتعزيز النضال من أجل تحقيق العدالة، والوقوف بحزم في وجه أي انتهاك لحقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة.نحن، في حركة حرية المرأة الأيزيدية، نُوجه نداءنا إلى الحكومة العراقية، وجميع منظمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة، والمجتمع الدولي، كي يتحملوا مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه هذه الجريمة والضحايا.نحن حركة المرأة الأيزيدية نطالب بما يلي :
- الكشف الكامل عن هوية النساء الأيزيديات الـ19، والإعلان الرسمي عن أسمائهن وتوثيق ما جرى لهن.محاكمة داعش أمام محاكم عادلة، وبشكل خاص من خلال الحكومة العراقية بالتعاون مع المجتمع الدولي..
مع فائق احترامنا وتقديرنا،
لجنة العلاقات – حركة حرية المرأة الأيزيدية
التاريخ: 6 / 6 / 2025