عشقٍ كبير في عملها و تتقرب بتلك المحبة من عملها

 

في شخص الرفيقة أدسّا أستذكر كافة شهداء الثورة و أعبر عن أحترامي الشديد لكل من جهد و سيرهم المقدس و فدائهم لأرواحهم في سبيل الحرية.

قضيتُ وقتاً من الزمن في مسيرة النضال برفقة رفيقة الدرب أدسّا؛ حيث لحظات، ساعات و أيام ذات معنى و تقديس. من بداية لقائنا تشكلّت تلك الصداقة الحميمة و سبب ذلك  صداقة و محبة الرفيقة أدسّا لرفاقها و للحياة، وبتلك المواصفات كانت دائماً القوة الجاذبة لمن حولها.

المرحلة التي قضيناها معاً؛ لم تكن مرحلة سهلة و بسيطة بل كانت تملئها المصاعب لكل بجانب كل من ذلك لم ننحرم و لم نبتعد قط عن المعنويات و الهيجان التي كانت توزِّعها علينا الرفيقة أدسّا؛ بجانب كل شيء كانت محبة الحياة و جمالها لم تبتعد من عقولنا و أمام أعيننا.

الرفيقة أدسّا كانت دائماً حاملة معها و متوحدة في داخلها مع مشاعر الأمل و التفاؤل و بتلك طاقاتها الإيجابية كانت تؤثر على من حولها و ترفع من مستوى معنوياتهم، بالطبع ذلك كان يُنحت آثارها في كل مكان تبقى فيه. أيضاً كانت ذات عشقٍ كبير في عملها و تتقرب بتلك المحبة من عملها.

فالرفيقة أدسّا؛ أختصاصها كانت قناصة، كانت ذات محبة كبيرة ومعرفة في تقربها من أختصاصها و سلاحها. منبع محبتها و تعلقها الكبير لسلاحها كان من حقدها الكبير لأعداءها؛ أعداء الإنسانية. كانت دائماً ضمن خيالات تريد تحقيقها ومن أحدهم أن تقوم بسلاحها بضرب ضربات قوية للعدو حيث تضعف من قوتهم.

أشتياقها لسلاحها كان يلفت نظري كثيراً، لكن عندما تتقرب منها أكثر و تتعرف على طريقة تقربها من السلاح و سببه المخبىء في وعيها العميق حينها تعرف أهمية كل من ذلك، فكانت تتحلى بالوعي التام لسبب أستخدامها و حملها لذلك السلاح.

الرفيقة أدسّا كانت تظهر معنى الصداقة الحقيقية و ذلك من خلال مساندتها و مساعدتها لأصدقائها؛ خصوصاً في الأوقات الصعبة التي توضّح معنى الصداقة و حقيقة الإنسان. في ذهابنا إلى أي عمل و أي مهمة بطليعتها و جهده و أنضمامها الخالي من التردد كانت تبني لذاتها مكاناً كبيراً في قلوب كل من حولها، وذلك لأن الرفيقة أدسّا لن تتقرب بسطحية من صداقتها. كانت ترى التفاصيل، تفكر و رغم ذلك تصبح الجواب المناسب وقوة الحل.

لذلك أريد تعريف و تقييم معرفتي للرفيقة أدسّا على أنها تدريب و مثال للعظمة بالنسبة لي؛ مهما كان ذلك وقتٌ قصير لكنها تركت أثراً أبدياً و ذلك لوضوحها و برائتها حيث كان ذلك يقربها من كل من حولها. من إحدى خيالات الرفيقة أدسّا التي تستحق أن نذكرها دائماً و هي خيالها في لقاء القائد آبو في يومٍ من الأيام القريبة. في كل لحظاتها الصعبة و السعيدة كانت تقاسم و تشاركنا في خيالها للقاء القائد في يومٍ ومقاسمة كل من ذلك مع القائد آبو. دائماً كانت ضمن محاولات في فهم و الشعور بالقائد آبو من قرب كي تصبح لائقة كمرأة بصداقة القائد آبو العظيمة و المدهشة؛ كانت تذكر ذلك بثقة و أمل كبير، لم تقطع يوماً أملها في لقاء القائد آبو.

أيضاً تقرب الرفيقة أدسّا من الحياة كانت ذات قيمة كبيرة. من أقوالها الدائمة: ” يجب أن نحمي هذه الحياة الجميلة و المقدسة المبينية بجهد القائد أبو و الشهداء”. كانت ترى ذلك من مسؤلياتها الأولية. مشاعر الرفيقة أدسّا المليئة بالأمل و الروعة؛ عندما كانت تنظر إلى أعين المرء كانت تبني فيه مشاعر بكل معنى الجمال، حيث نستطيع تقييمها و رؤية عظمتها بنسبة عظمة لحظة الحرية.

أمام الشخصيات؛ من أمثال الرفيقة أدسّا؛ مقدسة وجميلة ما يتطلب منّا هو أن نكون أصحاب هذه الحياة؛ حيث نحميها و نزهرها يوم عن يوم و لحظة بلحظة وذلك ببناء الصداقة الحقيقية مع القائد آبو و إنهاء التجريد القائم؛ بتقرب” كفى للتجريد”.

كلستان جودي

هذه المقالة مأخوذة من العدد الأول لمجلة نيسان، أغسطس-سبتمبر.

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى