كعلم المرأة : جنولوجي

لاجتهاد المرأة أهمية كبيرة وخاصة، في بداية ظهور جميع العلوم. من الصحة الى الفيزياء والكيمياء، معرفة المرأة أصبح أم جميع المعارف .
ولكن مع تطور نظام الذهنية الذكورية المتسلطة، انحرمت المرأة من حقوقها في التعليم والمعرفة، وأيضا تم ابعادها من المجال العلمي. تم تقييدها فقط بتربية الأطفال والأعمال المنزلية. المجال العلمي أصبح مجالا للسلطة والرأسماليّن، وأبعدت عن الحياة الاجتماعية. لذلك هناك حاجة لعلم المرأة، لكي تخرج ريادة المرأة مرة أخرى للظاهر ضمن المجال العلمي.
هدف علم المرأة هو: يجب ان يكون العلم صاحب مقاييس فكرية واحدة. من مقاييس الفكر العلمي أن يحلل المشاكل بشكل صحيح. المشكلة الاساسية في المجتمع هي المشكلة الموجودة بين المرأة والرجل. والمشاكل الاخرى تأتي بعدها: القتل، النهب الخاص، السلطة والعبودية، مشاكل الاقتصاد، التعليم، الصحة و الخ. القائد أبو يقول “حتى لا يحل التناقضات بين الرجل والمرأة, لا يمكن حل أي مشكلة“. حتى لا يتم نهب الطبيعة، لا يسمم الماء، لا يتلوث الهواء، لا تبقى صحة الانسان بدون حماية، لا يبقى الفقر والجوع، المساواة والحرية بين المرأة والرجل ويتم انشاءها في المجتمع، يجب على العلوم الاجتماعية ان تلعب دور ا ، ضمن العلوم الاجتماعية اكثر مجال يتم عكس حقيقة المرأة فيها، الشعوب والطبقة المستعبدة. لهذا جنولوجي يواجه العلوم التي تبنى بفعل السلطة الذكورية، ويقوم بالبحث عن جوهر المرأة عبر التاريخ ويظهرها مرة أخرى على وجه الارض.
كجزء من المجتمع الطبيعي: وجود المرأة
يقول القائد أبو: ” تعريف وجود المرأة ضمن الحياة الاجتماعية لها دور اساسي لأجل الحياة“. لا يمكن الاشارة الى هذا الموضوع فقط من الناحية البيولوجية و الوضع الاجتماعي. كوجود مصطلح المرأة بالغة الاهمية .بقدر تعريف المرأة يتم تعريف الرجل ايضا .إذا بدأنا بتحليل الرجل اولا ، لا يمكننا تحليل المرأة. وجود طبيعة المرأة أكثر مركزية. من الناحية البيولوجية .
في اللغة الكردية المرآة تعني الحياة. المرآة والحياة تحمل نفس المعاني .نرى هذه الحقيقة في أغلب اللغات. نستطيع أن نرى حقيقية المرآة التي تبني الحياة، بشكل واضح في اللغة الكردية. في بداية ظهور الانسانية ،كان تطور المجتمع بريادة المرأة- الأم. التجمع والقوة الاجتماعية وجدت تعريفها في هوية المرأة. كانت المرأة مقدسة بسبب خصائصها التي تبني الحياة. مبادئ الجمال، الحقيقة وحرية المرأة تركت بصمتها في الحياة الاجتماعية. قوة المرآة- الام هي التي تحدد قواعد وقوانين الحياة. تلك الحقيقة تعطي شكل للرجل ايضا. في الحياة الاجتماعية، كان هناك تقاسم بالعمل بين المرآة والرجل على اساس الاستمرار في الحياة. ولكن عمل المرأة الأساسي هو تحديد القوانين والقواعد، جمع النباتات ،الطب الطبيعي
ماذا حدث للإلهة؟
كيفما أصبح الشرق الأوسط الحاضنة الأولى لثقافة الآلهة في نفس الوقت كانت المكان الأول لإنكار إبادة المرأة. نظام الرجل- الدولة فرض وجوده على هذه الجغرافيا على حساب انهيار ثقافة المرأة والمجتمع. يصف القائد آبو مشاكل حرية المرأة “كخنجر المغروس في الظهر”. لا نستطيع السير في الدرب الصحيح ما لم يتم إزالة هذا الخنجر. لن يتحرر المجتمع ما لم يتم تحليل صحيح لمشاكل حرية المرأة . عن طريق الميثولوجيا تم إنشاء الهوية العبودية للمرأة لأول مرة. المرأة التي كانت في المجتمع الطبيعي آلهة ومقدسة، مع ظهور الرجل-الدولة والسلطة تم إنزالها من عرش الآلهة. الأساطير التي سبقت الحضارة السومرية، الآلهة الأولى هي نينهورساغ، هي آلهة الجبال العالية و أم لكل شيء. وإنانا كانت آلهة الجمال و العشق، عشتار آلهة الحماية والبركة. في شخص تلك الالهات تم تعريف المعنى ،الثقافة وعظمة مجتمع المرأة-الام. مع تطور سلطة الرجل-الدولة تم سرقة جميع الانتاجات، الثقافية، والعلوم من يد المرأة. في شخص تلك الالهات تم تجزئة المرأة وحبسها داخل المنزل. قام أنكي بسرقة 104 )ماآت( من إنانا والتي هي نتاج الإنسانية. وأيض ا قام ماردوك بقتل الآلهة الأم تيامات وقطعها إلى 7 أجزاء وثم ألقى كل قطعة منها لجانب من العالم. قامت السلطة الذكورية بتأليف ونشر الأساطير والقصص التي يتم تصغير واستعباد المرأة من خلالها.
بناء الهوية العبودية للمرأة
مع تطور نظام السلطة الذكورية لم يبقى أي دور للمرأة في الميثولوجيا، الدين، الفلسفة والعلم. لقد أصبح دورها كأم للأطفال، ربة المنزل، أداة للجنس، وهذا لا يتجاوز سوى التصغير و التشويه. والحكمة، تربية الاطفال وإدارة المجتمع التي هي اساس بناء الحياة . الحياة، النار، الماء، الخبز، البيت، القرية، الجبال والخ. هناك كثير من الأشياء التي تم تعريفها بخصوصيات المرأة. من ناحية أخرى ثقافة المرأة قامت بتدريب الرجل أيض ا وسحبه إلى الحياة. وجد المجتمع معنى الحياة عندما أعطى معنى للمرأة، المرأة كانت مصدر الحياة ومع التقدم اكتسبت آلاف من الأسماء وتم تقديسها مثل الآلهة. الوضع الذي بدأ مع الإنتاج الطبيعي، مع مفاهيم الحماية، العدالة، السلام وستار اخذت مكانها بين المجتمع .
من التعصب الجنسوي تحرير المجتمع
التعصب الجنسوي الذي يبنى على الهوية الجنسوية للمرأة والرجل يكون سببا لكثير من المشاكل في المجتمع .يتم قطع الطريق أمام انضمام المرأة لكثير من ساحات الحياة. الرجال والنساء الذين يتصرفون بعقلية محايدة جنسية يرُسخون السلطة في علاقات الصداقة ، الحب والعمل المشترك. وخاصة في الفلسفة والعلوم فقد كان يعتبر جسد المرأة كمصدر للإبداعوالحياة، وعقل المرأة الذي بنى المجتمع، وروح المرأة التي ألهمته. ثم تم النظر اليها كمصدر للشر. أحد أشهر الفلاسفة أرسطو قال : “إن المرأة كائن أدنى” وبهذه الكلمات أراد أن يبين أن جسد المرأة ووجودها ثانوي. قال داروين أبو العلوم التطورية: أن النساء لسن مفيدات في مجال العلوم ،لأن أدمغتهن أخف من ادمغة الرجال، وبهذا أراد أن يبقي المرأة خارج مجالات العلوم والجامعات. وهناك العديد من الأمثلة حول استصغار المرأة . ولكن هذه التقاربات تركت انطباعا بأنها جعلت حتى النساء غير واثقات من أنفسهن في تلك المجالات ويبتعدن عنها. الأماكن العامة قد أصبحت ملك ا للرجال وتم ابتعاد المرأة عن علومها ومعرفتها. تم النظر إليها من الناحية العاطفية وذكائها العاطفي تم تعريفه على أنه مصدر الضعف، أصبحت الدورة الشهرية عند المرأة نجسة، قذرة ومعيبة. تطور الرأسمالية جعل وجود المرأة أداة تجارية. تحت مسمى الحرية، تم بيع فكر، روح، عقل وجسد المرأة . لقد تم استغلال المرأة أكثر من أي شيء آخر في التلفزيونات والإعلانات التجارية، وقد سعوا لتدمير المجتمعات من خلال استعباد المرأة. كانت العبودية السابقة جسدية ،أما مع النظام الرأسمالي فكانت حرية وهمية، ولكن في جوهرها بدأت عبودية أسوأ من الماضي.
لتعريف وضع المرأة الحالي، ينوه القائد آبو لأربع تدخلت لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا.
- المرأة استعبدت في البيت أولا .
- المرأة أصبحت أداة للغريزة الجنسية
- أصبحت عاملة لا تمتلك اجرا
- أصبحت ملكية خاصة للرجل
هذا التعريف مستمر بشكل عميق إلى يومنا هذا في انشاء هوية عبودية المرأة.
أن الطبيعة المفقودة للمرأة مبنية على اساس الحرية.
لا يتم بناء الهوية فقط على أسس الجيد والسيء أو الحرية والعبودية . عبر التاريخ تم تعريف هوية ووجود المرأة بشكل كبير بفكر الحرية . ظلت المرأة مستعبدة لإلاف السنين تحت سيطرة السلطة الذكورية. ولكن نظام المرأة-الآلهة لم يكون من السهل إسكاته، وكانت دائما تقاوم خط الحضارة التي تقودها الدولة. أن التقدم الذي نشهده اليوم هو بفضل النضال والثمن الباهظ الذي دفعته تلك النساء. لكي تعود الهوية المبنية على العبودية إلى جذورها وتتحرك نحو الحرية، من الضروري اولا تغيير العقلية الجنسية وان تتحرك النساء نحو بناء هويتهن الخاصة على اساس أيديولوجية تحرير المرأة.
للتغلب على التعصب الجنسوي وإيجاد الحلول.
- رفض تلك النظرية التي ترى المرأة ملكا للرجل، والكفاح في سبيل ذلك.
- يجب تغيير تعريف الشرف؛ ينبغي النظر إليه على أنه حماية للقيم الاجتماعية، وليس فقط كجسد المرأة.
- التعصب الجنسوي يتم بنائه منذ الطفولة. لكي يتم تجاوز هذه الذهنية يجب أن يكون التدريب يبدأ من الطفولة على أسس الحرية والمساواة.
- يجب توعية المجتمع حول هذا الموضوع عن طريق التدريب ،الأفلام ،الأفلام الوثائقية والكتب.
- تعزيز الوعي ضد التعصب الجنسوي في العلوم، الفلسفة، الدين والفن.
- ويجب ان ننظر إلى وجود المرأة وهويتها باعتبارهما الأساس للحياة.
بأيديولوجيات تحرير المرأة: الكينونة)كن نفسك(
تحتوي النسوية على آثار المقاومة وآثار الإبادة للتعصب الجنسوي، ولهذا السبب فان قوة هذه الثورة عالية جدا . في هذا العصر، تعيش المرأة أكبر أزمة وجودية. ولكن في نفس الوقت، تعيش الحركة النسائية ايضا أعظم نضال ومقاومة، يمكننا تعريف المرأة ووجودها ضمن كفاح كبير. وكما ترفض النساء الصور النمطية الجنسية، فإنهن بحاجة أيضا إلى تحديد معايير وقواعد الحرية والسعي إلى بناء هوية حرة. إذا حدث تحول لدى المرأة على اساس مبادئ الحرية، فأنهن يمتلكن القدرة على تحويل الرجال والنساء في المجتمع. مبادئ ايديولوجيات تحرير المرأة التي حددها القائد آبو في عام 1998 باعتبارها اساس هوية المرأة الحرة، اصبحت ايضا مبادئ الوجودية. عندما نتبنى هذه المعايير في شخصيتنا، حياتنا وعلاقتنا، يمكننا الابتعاد عن كل التأثيرات التي تبعدنا عن الحرية، وتجعلنا بلا شكل، وتتركنا بلا هوية. لذلك، من الضروري مكافحة التعصب على الأساس الجنسوي في جميعمجالات الحياة لبناء علاقات حرة. من أجل هذا الكفاح، في البداية يجب معرفة المصادر التاريخية للتعصب الجنسوي. إن العديد من الأشياء التي نراها طبيعية أو اجتماعية عندما نبحث عنها نجدها عكس ذلك تماما . وبالإضافة إلى ذلك، عندما يتم التعرف لتاريخ المرأة والنساء العالمات والفلاسفة، سيتم التغلب على النهج الذي ينظر إلى المرأة على أنها أدنى و ضعيفة.
- مبدأ الوطنية: هو معرفة جذور المرأة، هويتها ووجودها. وتنمية قيمالحرية على ارضها وثقافتها.
- مبدأ الإرادة الحرة – وفكر الحر: في الأبدية تم بناء عبودية المرأة على اساس فكري. لا يمنح لها أي حق في اتخاذ القرارات بشأن حياتها. هذا المبدأ يرفض استعباد الفكر، ويمنح المرأة الحق في اتخاذ القرارات بشأن نفسها بحرية.
- مبدأ التنظيم: لقد حصر النظام الأبوي النساء في منازلهن وعزلهن عن بعضهن البعض. لكن الحرية لا تتحقق بنضال فرد واحد، بل تحتاج النساء إلى العمل بشكل منظم في جميع المجالات التي تواجدنا فيها.
- مبدأ النضال: حيثما لا ينظم نضال المرأة، يصبح مبدا يسيطر عليه الرجال. وهذا يستلزم ايضا نضالا متواصلا . في كل الميدان التي تتواجد فيه المرأة، عليها أن تخوض النضال بقوة منظمة.
- مبدأ الجمال: السلطة هو مصدر الشر والقبح في الحياة. يجب ان تكون المرأة مصدر الجمال والخير في الحياة. هناك صلة وثيقة بين الحرية والجمال. وكما عبرت الشهيدة بريتان عن ذلك في كلماتها: من يقاتل يصبح حرا ، ومن يكون حرا يصبح جميلا ، ومن يكون جميلا يحُب.
هذه المقالة مأخوذة من العدد الثاني لمجلة نيسان.



