اُغتصبت في عمر التاسعة وبيعت 7 مرات”.. قصة الإيزيدية وفاء المحررة من مخيم الهول

 

الطفلة التي اختطفت على يد مرتزقة داعش من شنكال، اغتصبت وتاجر المرتزقة بها وتعرضت للتعذيب، لكنها الآن حرة وعلى يد مقاتلات وحدات حماية المرأة (YPJ)، لتستمر وفاء بحياتها من جديد بعد الأمرين الذي عاشته.

 

عندما ينظر المرء إلى عيني وفاء فإنّه لا يرى سوى الحزن. فقد أثّر كل ذلك الألم، والحزن والحسرة في جسدها أيضاً فهي نحيلةٌ جدّاً.

“لم أعد آكل ولا أحب ذلك، هذه هي حالتي؛ أزداد نحافةً يوماً بعد يوم” بهذه الكلمات ذكرت وفاء سبب نحافتها وضعفها.

وبالطبع من تعرّض لكل هذا الألم والظلم فإنّ جسده لن يحتمل ذلك. ولم تكن عيني وفاء وحدهما اللتان تصرخان بقصتها بل جسدها أيضاً كان يصرخ كذلك.

اُختطفت الشابة الإيزيدية وفاء علي عباس، البالغة الآن 18 عاماً من العمر وهي في عمر التاسعة مع شقيقتها الصماء والبكماء التي كانت تبلغ آنذاك 13 عاماً من العمر، من قرية كوجو في شنكال من قبل مرتزقة داعش.

تعرضت وفاء للاغتصاب من قبل المرتزقة في ذلك العمر الصغير وحملت على إثر ذلك. لكن أولئك المرتزقة الذين اغتصبوها قتلوا جنينها وهو لا يزال في رحمها.

وبيعت هذه الشابة الإيزيدية 7 مرات ومُنعت من ممارسة لغتها وثقافتها ودينها.

‘كنا نصرخ لكن بلا فائدة’

لقد تدمّرت جنّة وفاء في كوجو مع هجمات داعش على القرية. وليس من السهل كتابة أحداث تسع سنوات في بضع صفحات. سنستمع فقط ملخّص التسع سنوات هذه. لكنّها في نظر وفاء وكأنّها عمر شيخ كهل.

تحدّثت وفاء عن ذاك اليوم الذي قلب حياتها رأساً على عقب، قائلةً: “لقد حاصرنا المرتزقة في مدرسة القرية وقالوا لشيخ عشيرة كوجو؛ لديكم مهلة ثلاثة أيام؛ إمّا أن تسلّموا أنفسكم لنا وإمّا أن نمسك بكم بالقوّة. فقال الشيخ إنّه لن يسلّم نفسه لهم. بعد ذلك حاصر المرتزقة القرية وقاموا بجمعنا في مدرسة القرية. وفصلونا عن بعضنا البعض عندما كنّا هناك في المدرسة. فقد فصلوا الآباء، وكبار السن والأمهات والأطفال والفتيات والشبان عن بعضهم البعض. بعد ذلك أحضروا الحافلات وأخذونا إلى الموصل. آنذاك كانت معي والدتي وشقيقتي. بعد ذلك أخذونا ولم يسمحوا لنا بالبقاء مع والدتي. كنّا نصرخ لكن بلا فائدة”.

‘الاغتصاب والبيع’

فصلَ المرتزقة وفاء عن عائلتها واختطفوها من الموصل إلى الرقّة وتركوها في مدرسة. “جاء كل واحد منهم وأخذ واحدة منّا. بدأت عملية بيعنا وشرائنا” بهذه الكلمات ذكرت وفاء وحشية المرتزقة.

حاولت وفاء إنقاذ نفسها مرّات عديدة لكنّها لم تنجح في ذلك. وعن ذلك تابعت وفاء حديثها قائلةً: “أحياناً كانوا يعيدون الفتاة التي يغتصبونها. في بداية دخولنا إلى الرقة حاولنا الهروب لكنّنا لم ننجح. كنّا حوالي 70 شخصاً. لقد تواجهنا مع داعش في بداية الشارع فأمسكوا بنا من جديد وأعادونا إلى المدرسة. بعد إعادتهم لنا إلى المدرسة ضربونا وشتمونا وفي كل ساعةٍ كان يأتي أحدٌ ويغتصبنا. وفي منتصف الليل جاء مرتزق وأخذ معه أختي الصماء والبكماء. حاولت إنقاذها وتحريرها من بين يديه، صرخت وأبدينا نحن الاثنتين رفضنا لكنّ ذلك لم ينفع. قال المرتزق بإنّه سيأخذها وحدها. ثم جرّها من شعرها وأخذها معه. ولا أعلم مصيرها منذ ذلك الحين”.

بيعت سبع مرات

ومضت وفاء في حديثها قائلةً: “ثمّ جاء أحدهم وأخذني واعتدى عليّ بالقوة. قلت له؛ لماذا تفعلون بنا هذا، ألسنا صغاراً ومثل الحمام والعصافير على الأشجار. بقيت مع الأول نحو شهر أو شهر ونصف. ثم باعني لشخصٍ آخر. لقد تم بيعي سبع مرات. في المرّة السابعة قيل لي أنّني حرّة أي أنّه لا أحد سيريدك أو يعتدي عليكِ بعد الآن. وقتل ذلك الشخص خلال القصف. بعد ذلك التقيت بعمّتي في دير الزور وعشنا معاً. لقد انتقلنا من الميادين إلى هجين ثم إلى المراشدة. هناك زوّجوني بأبو أحمد. وكنت زوجته الثالثة. بعد ذلك انتقلنا إلى الباغوز وأتينا من هناك إلى مخيم الهول. وصلتني أخبار بأنّ أبو أحمد قُتل. ذهبت زوجة أبو أحمد الثانية إلى هولير وبقيت أنا معهم وفي مخيم الهول تم تزويجي لشخصٍ آخر بالقوة، لقد كان يغتصبني يومياً”.

‘كنت أخاف أن أقول إنّني إيزيدية’

شهدت وفاء على الكثير من الأحداث في مخيم الهول، وقد تحدثت عن وحشية خلايا داعش النائمة، قائلةً: “كان بينهم عداوة وحقد وحرب. وكانوا يقومون بقتل وذبح النساء اللواتي يعتبرهن سيئات. عندما كنت أسمع ذلك كنت أخاف على نفسي جدّاً، كنت أخشى أن يأتي المرتزقة يوماً ويذبحوني. لم أكن أدرس ولا أغادر خيمتي، كانت علاقتي مقتصرة على نفسي فقط، لم يكن أحداً يعرف بأنني إيزيدية غير ضرائري. كنت أخاف أن أقول إنني إيزيدية، لأنّهم كانوا يقولون دائماً الإيزيديون كفّار. لذلك لم أكن أعرّف بنفسي لأحد”.

حررتها مقاتلات وحدات حماية المرأة

أسفرت المرحلة الثانية لحملة الإنسانية والأمن التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي بمساندة قوات سوريا الديمقراطية (QSD) ووحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) عن تحرير وفاء في القطاع التاسع. فقد حررتها مقاتلات وحدات حماية المرأة.

عن ذلك أعربت وفاء عن امتنانها لمقاتلات وحدات حماية المرأة وهي تريد الآن العودة إلى عائلتها وبدء حياةٍ جديدة.

وفي الختام وجّهت وفاء حديثها للمرتزقة الذين أذاقوها الأمرين: “لا رضي الله عنكم وعمّا فعلتم بي في صغري، لقد كنت طفلة صغيرة فاغتصبتموني وحوّلتم حياتي إلى جحيم وقمتم بتعذيبي”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى