مقولة “الاسد اسداً سواءً كان رجل او امراة” لم تأتي من عبث بل تستند الى العشرات من قصص النساء البطلات والفدائيات
مقولة “الأسد أسداً امراة أو رجل” لم ينطق بها عن عبث. بل تستمد هذه الكلمة جذورها و مصدرها من العديد من قصص النساء البطلات في التاريخ، والنساء الشجاعات اللواتي ما زلن يُروى قصصهن حتى يومنا هذا.بسبب القهر والعبودية المفروضة على المرأة، كان دور المرأة في الحياة محدوداً، حيث تُستثنى النساء من حمايتهن وكان واجب الدفع مكلفًا به للرجل فقط.
ستيا نصرى: كانت من النساء البطلات والمحاربات ورائدات مجتمعها. بنضال كبير حملت السلاح وعلمت النساء الإيزيديات كيفية استخدام السلاح. ستيا نصرى معروفة في تاريخ النساء الإيزيديات بأنها أول امرأة شكلت جيشًا نسوياً في تاريخ المرأة الإيزيدية. لم تقتصر هذه القوة العسكرية للدفاع وحماية النساء فقط. بل قاتلت هذه القوة ببسالة وشجاعة لحماية المجتمع الإيزيدي من الجيش العثماني والإبادات التي تم تنفيذها من قبلهم.
على الرغم من أن تاريخ بطولة المرأة الإيزيدية لم يكتب بعد، إلا أنها حافظت على آثارها على طول سلاسل جبال زاغروس. شهدت الصخور والأشجار والأنهار والتراب في هذا البلد المبارك على بطولة العديد من النساء الفدائيات والرائدات. ولطالما كانت الطبيعة دائماً صديقة للمرأة ولم تدير ظهرها لها أبداً. لقد احتضن التاريخ العديد من النساء البطلات التي تم الحفاظ عليهن في حضن الطبيعة.
ومن احد هؤلاء النساء خونافة زورو
عاشت عائلة زورو في عصر خالتان ،امرأة مطّلعة ومتفهمة. خونافة زورو من منطقة خالتان في شمال كردستان. خوناف امرأة متفهمة لذلك كانت متعمقة في عقيدتها ، كانت ترى حصول المرأة على حقوقها ودفاع عن نفسها كحاجة ملحة ومن الضروري ان تحمل السلاح.
لهذا السبب في سن 17-18 بدأت خوناف بالبحث و بتعلم السلاح، لكن في ذلك الوقت كان من المعيب على النساء حمل او تعلم السلاح في بلاد الخالتان، كان من العار على النساء استخدام السلاح. هذا العار لم يكن مصدر مشاكل لدى خوناف لأنها كانت تسير خلف الحقيقة.
خوناف زورو تواصلت مع بابا شيخ وقالت له “أريد أن أتعلم السلاح ، لا ينبغي أن يُنظر إلى امرأة التي تحمل السلاح بالعار” بعد أن تشاورت خوناف زورو طلبها مع بابا شيخ .باب شيخ يرد و يقول “إن النساء يمكنهن أن يستخدمن و يحملن الأسلحة و ليس عار على النساء الإيزيديات استخدام وحمل السلاح و لا يجب أن ينظر في مجتمعنا بهذه النظرة “. بعد هذه الإجابة ، خوناف افتخرت بنفسها وحملت السلاح بدون ادنى شك، وأدركت أن طريقها كان هو الطريق الصحيح.
بإصرارها وعزيمتها وعنادها اللامتناهي على تحقيق العدالة تصبح بطلة مجتمعها تحارب وتواجه الأعداء وتدافع عن مجتمعها وتسد الإبادات. حيث أصبحت خوناف زورو أول امرأة تحمل السلاح في بلاد خالتان